بسم الله الرحمن الرحيم
من أكثر الأشياء التي ينساها الناس أو يتناسونها هو أنهم يعيشون في نعم ومنن من الله لا تعد ولا تحصى ، وعندما يعطلون نعمة التأمل والتفكر فإنهم لا يعتبرونها نعمة ...!!! لاحظوا أنها نعمة ( التأمل ) ، ولن يحسوا بها إلا بعد فقدها
يقول أحد السلف إذا أردت أن تعرف نعمة الله عليك فأغمض عينيك .
التمرين الذي أريد أن نطبقه مع أنفسنا وأولادنا وأزواجنا – ليس بالتأكيد يرضى الزوج – هو كالتالي :-
أن تقوم الأم بتحديد وقت النوم للطفل ويجب – أنا أقول يجب – يجب يعني يجب بعد كل هذا للتأكيد
فعندما يتهيأ الطفل للنوم وذلك ( بتفريش الأسنان ونظافة الغرفة وترتيب الكتب المدرسية – إن كان يدرس – وغيرها مما تتفق فيه الأم مع طفلها قبل ذلك هو من نفسه بنفسه يتهيأ وإذا انتهى يخبر أمه أنه جاهز لتقوم بدورها فتقضي الأم وقتها معه بعدة أشياء هي :-
التقارب الجسدي : والمقصود منه أن تكون الأم قريبة من طفلها بحيث تضع يدها في يده أو على جبينه وتخلل أصابعها في شعره (وتحرك منابت شعر ابنتها خلف رأسها ) وهذه مهمة للبنت كثيرا ، وغير ذلك وهذا يقرب النفوس بشكل كبير وأكثر مما لو كانت الأم بعيدة عن أبنها
أن تحكي له حكاية فيها معاني وآداب وقيم – حتى لو كانت من نسج الخيال – وقد يكون في هذه الحكاية علاج لخطأ تكرر في البيت أو تنبيه على خطر محتمل أو .... يقول أحد الحكماء ( الطفل يحتاج من أمه ثلاث :- الحب والحنان وحكاية قبل النوم ) وأنصح بكتاب ( قصة قبل النوم للدكتور محمد الشاغلي )
قراءة الأذكار سويا وخاصة آية الكرسي ومسح الجسد بعد قراءة المعوذتين والإخلاص وغيرها
أعطاء الطفل فرصة لقراءة أي كتاب يختاره وليكن من القصص المحببة له ( ليس المقصود هنا الاستفادة من المعلومات بقدر أنه تعويد واكتساب مهارة حب الكتاب )
أن يأخذ الطفل ( المصحف ) ويضمه على صدره ، ويقبله ويجعله بالقرب منه ، في مكان مرتفع . فإخواننا في فلسطين يغرسون حب فلسطين في نفوس أطفالهم بعدة أساليب منها تقبيل وضم صورة المسجد الأقصى قبل النوم .
( هنا الأمر المهم ) أن يطلب من الطفل ذكر بعض الإيجابيات التي مارسها هذا اليوم ، وهذه لها عدة فوائد منها :-
- أن يركز على الإيجابيات في حياته ويكثر منها لأنه سيذكرها كل ليلة لأمه قبل النوم .
- أن يبدأ بالتقليل من السلبيات لأنه يعرف أنها لن تضيف له أي ثناء ومدح من والديه .
- يبدأ الطفل بتنويع الإيجابيات والبحث عن جديدها لأنه بدأ يحس بذاته وأنها تنبني بطريقة صحيحة .
- يجب أن نعرف أن الروتين المتكرر من الأعمال اليومية هو من الإيجابيات مثلا : الذهاب للمدرسة ، غسل الوجه ، الرجوع للبيت بعد المدرسة مباشرة ، الأكل باليمين ، السلام ، حل الواجبات ( حتى لو كنت تساعدينه ) ، الأكل ، الذهاب لدورة المياه ، تغيير الملابس ، الصلاة وغيرها كثير والمقصود أن تسألي نفسك لو لم يعمل ابني هذا الشيء فهل سأطلب منه أن يقوم به ... ويحسن بنا أن نستثير تفكيره في تعداد نعم الله عليه في ذلك اليوم ..
- توديع الابن أو الابنة بقبلة حارة
*** الزوج قد لا يقتنع بالفكرة – فليس شرطا أن ننجح ونأخذ معنا من لا يريد ... فالمهم أن تعرض بشكل صحيح وبأسلوب جذاب ....
حقيقة غائبة عن البعض :-
كثيرا مانسمع من المهتمين بتطوير الذات وتقويتها بأنهم يقولون ( تذكر إيجابياتك ، وتغافل عن سلبياتك إلا للإصلاح فقط ) والذي قد نتناساه أن كل عمل نقوم به ولو كان تافها هو من الإيجابيات التي لا بد أن نركز عليها ومنها – كمثال – ( النوم ) قد يضحك البعض ويقولون وهل النوم عمل إيجابي ، فأقول نعم تخيلوا الواحد يمر عليه يوم كامل لم ينم ولا دقيقة بالتأكيد أنه في وضع لا يتمناه أي احد ... فلماذا نغفل عن أن نعد النوم من الإيجابيات التي عملناها في يومنا هذا ... وهذا مما يدفعنا لتعلم أشياء أكثر وأحدث لأننا شعرنا بسعادة من نوع آخر هي سعادة الإنجاز ويالها من سعادة غائبة عن الكثير من الناس يقول بالمثل ( أقتل الملل بكثرة العمل )
وحول هذه النقطة أنصح بكتاب للدكتور بشير الرشيدي ( إكتشاف الذات ) وهو كتاب مهم جدا وسلس ويصلح للكل
والكتاب الاخر مهم جدا ( التعامل مع الذات ) وفيه بعض الفصول التخصصية في علم النفس
أنصح بكتاب : مفاتيح التربية البناءة ( الدليل العملي للآباء والمعلمين ) رونالد موريش . ففيه نظرة جميلة للمبادئ التربوية وتجديد جديد ومناسب .
استشارتني عضوة في أنها تفكر أن تطلب الطلاق من زوجها لأنه كتلة من ( السلبيات ) فقلت لها أنا الآن مشغول ولكن أريد أن أعطيك واجب وألقاك غدا في الساعة 4 عصرا ، فقالت موافقة ، ما هو الواجب ؟ فقلت لها أجلسي لوحدك واكتبي إيجابيات زوجك في ورقة وأحفظيها عندك وإذا لقيتك غدا أخبريني بها ع الماسنجر ... فمن ذلك اليوم حتى اليوم لم أرى لها أثرا ، لأنها أحست أنها ستفقد كما هائلا من الإيجابيات حين تطلب الطلاق ... فتراجعت
وأنا أقوله أيضا لنرحم أنفسنا التي بين جنبينا ، ولنذكر إيجابياتها ولنغفل عن سلبياتها فنحن نظلمها كثيرا كثيرا ، ولو عقلنا وفهمنا لأعطيناها حقها
ولنرحم أطفالنا الذين يعيشون حياتهم كما هي ، ونحن نراقبهم ونتهمهم بأنهم يفسدون ويخربون ، ولو عقلنا هذه القاعدة لعاش أطفالنا وأبناؤنا وبناتنا المرهقين أجمل عيش لأنهم يشعرون بالحرية دون خوف أن استهزاء أو خجل من لاشيء ...!!!
وفي تعاملنا مع الناس لو ركزنا على إيجابياتهم ، لاكتشفنا أننا نحن وهم نملك كنوزا من الخير والإبداع والرحابة تراكم عليها الكثير من السلبيات ومن انتقاص حظ النفس واحتقارها فأصبحت بعيدة – ولكنها غير معدومة - .
أسأل الله العظيم أن يرزقنا النية الصالحة والذرية البارة .... آمين
يامل الوجد